شنّت القوات الجوية الأمريكية، بأمر من الرئيس دونالد ترامب في 22 يونيو، ضربة جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية في إيران، ضمن عملية حملت اسم "مطرقة منتصف الليل". العملية استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، وقد سبق لسلاح الجو الإسرائيلي أن قصف نطنز وأصفهان، بينما ترك فوردو للقوة التدميرية الخاصة لدى الولايات المتحدة.

يقع موقع فوردو تحت الأرض بعمق يتراوح بين 80 و100 متر، ومحصّن بالخرسانة، مما استدعى استخدام قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 ألقتها قاذفات الشبح B-2، إلى جانب نحو 125 طائرة وغواصة صواريخ موجهة، و75 سلاحًا دقيقًا في الإجمال.

أعلن ترامب أن العملية ألحقت "أضرارًا جسيمة بكل المواقع النووية الإيرانية"، مستشهدًا بصور أقمار صناعية، وقال: "الإبادة مصطلح دقيق!". وأكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسث خلال مؤتمر صحفي أن الأمر الرئاسي كان واضحًا وفعّالًا، وصرّح رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين بأن جميع الأهداف تعرّضت لـ"أضرار وتدمير شديدَين".

شركة ماكسار للأقمار الصناعية دعمت هذه الرواية، مشيرة إلى وجود رماد أزرق رمادي يغطي مساحة واسعة في فوردو، وسدّ العديد من مداخل الأنفاق المؤدية للمفاعل تحت الأرض. وأكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون راتكليف، أن مصادر موثوقة أفادت بتدمير منشآت رئيسية يتطلّب إعادة بنائها سنوات.

دعمت المصادر الإسرائيلية تقييمات ترامب، إذ ذكرت لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية أن الضربات، إلى جانب العمليات الإسرائيلية، أخّرت المشروع النووي الإيراني "لعدة سنوات"، وهو ما أكده رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير.

مع ذلك، دعا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إلى التروي، إذ قال في جلسة طارئة لمجلس المحافظين إن الوكالة غير قادرة على تقييم مدى الضرر بشكل كامل، خاصة في موقع فوردو. وأضاف أن حجم القنابل وطبيعة أجهزة الطرد المركزي الحساسة قد تسببا في "ضرر كبير متوقع"، لكنه حذّر من استخلاص نتائج نهائية.

وسائل الإعلام الأمريكية مثل سي إن إن ونيويورك تايمز تحدّت الرواية الرسمية. تقرير سري لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، في خمس صفحات، أشار إلى أن البرنامج النووي الإيراني تعرّض لتأخير لا يتجاوز بضعة أشهر. وأكد أن الضربات نجحت فقط في إغلاق بعض مداخل المنشآت، دون أن تؤدي إلى انهيار البُنى التحتية تحت الأرض. وذكر التقرير أن تدمير فوردو فعليًا يتطلب موجات متتالية من القصف تستمر أيامًا أو أسابيع.

ولا يزال مصير أكثر من 400 كجم من اليورانيوم المخصّب بنسبة تصل إلى 60% غير معروف، إلى جانب عدد أجهزة الطرد المركزي التي قد تكون نُقلت أو أُخفيت. وكانت إيران قد أخطرت الوكالة الدولية في 13 يونيو باتخاذ "تدابير خاصة" لحماية المواد النووية، لكنها قد تتوقف عن التعاون مستقبلًا بعد تحرك برلماني في هذا الاتجاه.

عاد جروسي لاحقًا ليقول إن الأضرار "شديدة لكن ليست كاملة"، مؤكدًا أن إيران ما زال بإمكانها تشغيل بعض أجهزة الطرد المركزي وإنتاج اليورانيوم خلال أشهر، نظرًا لاحتفاظها بالقدرة الصناعية والتكنولوجية.

البيت الأبيض لم يتسامح مع هذه الشكوك. المتحدثة كارولين ليفيت وصفت التقارير التي قلّلت من فعالية العملية بأنها "محاولة للطعن في شجاعة الطيارين الأمريكيين"، وقالت: "الجميع يعلم ماذا يحدث عندما تُسقط 14 قنبلة وزن الواحدة 30 ألف رطل على أهدافها بدقة". أما وزير الدفاع هيغسث، فاتهم الصحفيين بمعاداة ترامب وتزييف الحقائق.

ترامب نفسه رد على تلك التقارير عبر منصته، واصفًا إياها بـ"الأخبار الكاذبة"، وتهكم على قنوات مثل سي إن إن ونيويورك تايمز، مدعيًا أن بعض صحفييهم سيُفصلون قريبًا بسبب "القصص الملفّقة عن المواقع النووية".

وسط تضارب التقييمات، يظل الأثر الحقيقي للعملية محل جدل، لكن المؤكد أن العملية وجهت ضربة قوية للقانون الدولي، وطرحت أسئلة خطيرة عن مدى شرعية التحركات الأحادية في التعامل مع قضايا الأمن النووي.

 

https://www.middleeastmonitor.com/20250701-operation-midnight-hammer-were-irans-nuclear-facilities-damaged/